بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم من الايام اخذ والدي بيدي الى مكان رأيت فيه اناس غرباء بدات بالبكاءعندما حاولو التعاطف معي , بكيت لاني اريد العودة الى المنزل اريد ان ارى امي و ان لا ابتعد عنها , و كان هناك اطفال مثلي كانو يبكون كثيرا و منهم من كان يبكي ثم يسكت ثم يعود للبكاء , اما انا كنت ابكي قليل , بكائي كان هادئا , كنت احاول ان لا ألفت أنظار الغرباء إلي , وضعني أبي بين اطفال كثيرون و رايته يتكلم مع احد الاشخاص الذين كانو يحاولون التعاطف مع الاطفال , وبعدها ذهب ولم اراه بكيت و بكيت كنت اظن ان والدي سوف يعود و لكنه لم يعد , حاول الشخص الذي تحدث معه ابي ان يتعاطف معي و ان يجعلني اهدأ و اهداني شيء جلعني انسى اين انا , و انسى ان والدي تركني وذهب , جعلني انسى كل شيء , هل تعرفون ما الذي اهداني اياه ؟! . لقد كانت مجرد " حلوى " .
جلست في مكاني دون حركة عرضو لنا بعض الرسوم المتحركة التي كنت افضلها و كنت اسمع بعد كل مدة من الوقت صوت جرس كانه صوت جرس حريق كنت استغرب لماذا لا يركوضون ؟! , هل هم لا يعرفون معني هذا الجرس ؟! , اما انهم لم يسمعوه , ولكن الغريب انه كان يرن كل بعد فترة من الوقت , كنت احاول ان اسأل ولكن لم استطيع لانهم كلهم كانو غرباء ولا اعرف احد منهم , و عندما رن الجرس للمرة الثالثة رايتهم ينهضون بسرعه و كلهم يحاولون الخروج اولا , يتدافعون بهمجية , قلت لنفسي " اخيرا لقد سمعتم الجرس الان بعد المرة الثالثة " , و بعد ان خرجت معهم لم اكن اعرف اين اذهب إنما كنت امشي خلفهم فقط .
خرجت من المبنى فاذا بي ارهم متجمعين على نوافذ يتدافعون بشدة حتى ظننت انه مخرج الحريق , سألت نفسي " كيف سيدخلون من النافذة و عليها شبك من الحديد بالكاد ان تعبر اليد من خلاله ؟! " جلست اشاهدهم لفترة , بعدها علمت انهم كانو يحاولون الحصول على بعض الطعام لم يكن لدي الشجاعة لادخل بينهم ربما بسبب جسمي الضعيف او انه كان مجرد خوف فقط , راني احد الاشخاص اللذين يرتدون ثوب و شيء اخر على رأسه كان لونه احمر , سالني " ماذا بك هل انت خائف ؟! لماذا لا تاكل ؟! , هل تريد مني ان اشتري لك بعض الطعام ؟! " , كانت اجابتي كلها ب " لا " رغم ان اخر سؤال اردت اجابته بنعم لاني كنت جائع و لكن اجبته ب " لا " , من حسن حظي ان اخي الاكبر كان معي فرحت عندما رايته و سحبني معه الى شخص اخر و كان مع الشخص الاخر واحدا بنفس عمري تقريبا , بعدها بفترة بسطية رن جرس الحريق مرة اخرى اخبرني اخي بان اعود مكان ما كنت و بعدها اختفى ...... , لم اعرف ما كان يقصده هل كان يقصد ان ارجع عند النافذة المزدحمة تلك اما ان اعود الى المكان الذي كنت اشاهد فيه الرسوم المتحركة , لحقت بالذي كان في نفسي عمري رايته يلتقط بعض من القمامة من الارض فعلت مثله و لحقت به و كان هناك قبل مدخل المبنى رجل يراقب , يراقب الاولاد اذا كانو يرمون مخلفاتهم في سلة المهملات ام لا واذا لم يرمي اي شيء لا يسمح له بالمرور .
عدت لمكاني و لكنهم لم يعرضو لنا الرسوم المتحركة بل بداو بتعليمنا بعض الاشياء البسيطة لمدة طويلة و كان جرس الحريق يرن بين الفنية و الاخرى , حتى رن مرة فاذا بالجميع يركضون وهم يحملون حقائبهم و يخرجون , انتظرت اخي حتى يخرج و اذهب معه الى المنزل , كنا نعود للمنزل سيرنا على الاقدام لم نكن ننتظر السائق , لعدة اسباب كان يتاخر كثيرا , و اذا جاء مبكرا تكون سيارته قد امتلأت كان يجعل ثلاثة اولاد يركبون في المقعد الامامي الذي بجانب السائق .
بعد ان ترك اخي المدرسة وذهب للمتوسطة , كنت قد علمت كل شيء , لماذا كانو يركضون الى النافذة تلك التي ظننتها هي مخرج الطوارى , و بماذا كان يسمى ( المقصف ) , ماذا كان يعني جرس الحريق عندما يرن ............. .
اصبحت انتظر حتى يرن جرس الحريق ذاك لأعود للمنزل , سيرنا على الاقدام ولا انتظر السائق , حتى اصبحت اضطر ان ارجع مع السائق و ان انحشر مع بقية الطلاب , كله بسبب أني عندما كنت اعود الى المنزل سيرنا على الاقدام تحت الشمس الحارقة الجميلة , اقابل إخوتي و يقولون لي " من انت ؟! " , من هذا الولد الفحم الذي دخل المنزل فينصدمون عندما يعرفون انه اخاهم , فكنت اتحطم و اصبح لدي عقدة من اشعة الشمس .
النهاية .......
الموضوع الجاي ان شاء الله حاكتب عن " الجوالة و تجربتي معهم " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق